يستمر وحش الاحتباس الحراري والتغير المناخي بالاستيقاظ، وترك بصمات واضحة في أكثر من مكان في العالم، وقد كانت منطقة جنوب آسيا آخر ضحاياه، حيث شهدت كل من الهند وباكستان درجات حرارة مرعبة وصلت في بعض المناطق إلى 50 درجة مئوية.
حرارة غير مسبوقة ووفيات ناجمة عنها
بلغت درجة الحرارة في دلهي ثاني أكبر تجمع سكاني في العالم 44 درجة مئوية، وناهزت الحرارة في مختلف مناطق الهند ال 40 درجة، أما مدينة نوابشة الباكستانية فقد سجلت فيها درجة حرارة وصلت إلى 50 مئوية.
وتعد هذه الدرجة عامل خطورة على الحياة البشرية، حيث تتعرض فيها الخلايا للطهي حرفياً، وتنكمش عضلات الصدر، وتزداد معدلات الوفيات بسبب عدم القدرة على التنفس وارتفاع كثافة الدم.
وقد تم بالفعل تسجيل عشرات الوفيات في الهند إثر موجة الحر الحالية، وذلك لتردي واقع الكهرباء، واقتصار القدرة على استخدام أجهزة التكييف على الأثرياء.
وتخطط الحكومة لاستيراد كميات إضافية من الفحم الروسي، للحفاظ على الشبكة الكهربائية المتهالكة في البلاد، وتغطية الطلب المتزايد على الكهرباء.
الحرارة في الهند وخطر المجاعة في باقي أنحاء العالم
خسر العديد من الفلاحين الهنود حوالي 15% من محاصيلهم الزراعية جراء موجة الحرارة الحالية، إضافة إلى أضرار جسيمة في مواسم الحبوب والقمح، ستؤثر على المخزون الاحتياطي الكبير، والذي كان قادراً على جعل الهند المصدر الأساسي للقمح في العالم، خصوصاً بعد الحرب الروسية الأوكرانية، علاوة على تسجيل أسعار مرتفعة للحبوب والقمح في العالم بأسره، الأمر الذي ينذر بكوارث إنسانية بالجملة، ستغير مجرى التاريخ وتلعب بموازين القوى.
